كنعان _ محمد الجبور
لم ينته بعد جهاز المخابرات الصهيونية "الشاباك " من جر أذيال الخيبة جراء الفيلم الوثائقي الذي نشرته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" بعنوان "السراب"، حتى جاءته الصفعة المدّوية من جهاز أمن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لتجعله يتخبط كما الذي مسّه الجن، ليسجل لغزة العصيّة على الانكسار أنَّ لا الحصار ولا الفقر سيجعل شبابها يسقطون في وحل الخيانة والجاسوسية، وأن مقاومته تعمل بصمت لتضرب بقوة ..
المحلل والخبير العسكري واصف عريقات، وصف الاختراق الذي كشفت النقاب عنه سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي و جهاز الأمن التابع لها اليوم الاثنين بأنه انجاز أمني تاريخي ، وضربة في العمق الصهيوني يسجل لصالح المقاومة الفلسطينية.
وقال عريقات لـ " وكالة كنعان الإخبارية" :" كان واضحاً التطور الملموس في أداء المقاومة الفلسطينية ليس فقط في مجال السلاح واستخدامه، انما ايضا في معركة العقول والادمغة، وخاصة في مجال الامن والاستخبارات، الذي يعتبره الاحتلال ملعبه الذي يتفوق به على العالم كله"، مشيراً إلى الاحتلال الصهيوني عمل طوال السنوات الماضية على تسويق نفسه، أنه الافضل في جمع المعلومات وتحليها، وفي المجال الامني والاستخباري.
ويرى الخبير العسكري، أن سرايا القدس نجحت في اختيار الوقت المناسب لضرب معنويات الجبهة الداخلية، عبر ضرب البقرة المقدسة للكيان المتمثلة بالأجهزة الأمنية الاستخبارية التي تتشدق دائماً أنها تستطيع ان تصل لأي عمق في العالم ولكنها عند عمق غزة تبين أن هذا العمق ليس كما تشتهي .. على حد تعبيره.
ويجزم عريقات أن فيلم "بيت العنكبوت" سيؤثر حاضراً ولاحقاً على المنظومة الامنية والاستخباراتية الصهيونية، مستدركاً بالقول :" حينما تكشف سرايا القدس هذا الكم من الحقائق في الفيديو فهذا يعني انها لم تكشف كل شيء، وهي كشفت فقط ما سمح بنشره في هذه المرحلة، وربما لديها الكثير ما تخفيه، و(اسرائيل) ستحاول استفزاز المقاومة لتعرف ما لديها من معلومات سرّية تعتبرها ضربة في العمق الاستراتيجي ..".
وتطرق الخبير العسكري، إلى قدرة المقاومة عبر تجنيد مجندين لديها كـ" عملاء مزدوجين" وخداع أجهزة مخابرات الاحتلال الصهيوني الاكثر تفوقاً لنحو (1400) يوماً، تمكنا خلال تلك الفترة الطويلة من دخول فلسطين المحتلة، وتعرضا للتحقيق والعرض على جهاز كشف الكذب، مؤكداً أن العقل الفلسطيني في هذه المعركة تفوق على العقلية الصهيونية وما تمتلكه من تنكنولوجيا أكثر من "1400" مرة ، ففي كل يوم كانت سرايا القدس تصنع نجاحاً يسجل للمقاومة الفلسطيني والشعب الفلسطيني.
ودعا الخبير العسكري إلى ضرورة كشف المزيد من الفيديوهات لأجل تحصين شعبنا وافشال مخططات الاحتلال، مبدياً ثقته بالمقاومة الفلسطينية في اعادة من سقط في فخ الاحتلال إلى حضن وطنه الدافئ، داعياً القائمين على قيادة شعبنا إلى رفع الظلم عن الشباب خاصةً ، والعمل على حمايتهم بكل الامكانات والقدرات وفتح افاق جديدة وواسعة امامهم لحمايتهم من الانزلاق في لحظة ضعف في وحل الخيانة..
انجاز استخباراتي لسرايا القدس
أما الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، فوصف ما حققه جهاز أمن سرايا القدس في فيلم "بيت العنكبوت" بالإنجاز الاستخباراتي للمقاومة الفلسطينية الذي يجب البناء عليه وتطويره ضمن معركة صراع الأدمغة.
وقال الشرقاوي لـ " كنعان الإخبارية" :" الفيلم حمل رسالات عديدة اهمها للعدو (الاسرائيلي) وجبهته الداخلية، أن المقاومة الفلسطينية ضربت منظومتكم الأمنية وحصلت منها على سلاح استراتيجي لإسقاط طائراتكم وما خفي اعظم، ورسالة تحصين لشعبنا أن لا ينخدع بالعدو ..".
ودعا الخبير العسكري المقاومة إلى التعامل بحكمة، واختيار الوقت لمناسب، قائلاً :" علينا ان نتعلم الكلام بصمت والضرب بعصاة غليظة"، مشيداً بالتوقيت الذي تم فيه نشر الفيديو الوثائقي، ولاسيما ان العدو يعيش ازمات داخلية بسبب سياسة حكومة "نتن ياهو" العنصرية.
وأضاف " اسرائيل لديها قوة لا تقارن، وهي اقوى يوش المنطقة، لكنها لا تملك الإنسان المؤمن بعدالة قضيته كما الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والقضية"، مؤكداً أن الفيلم فتح ثغرة في الجدار الأمني للكيان الصهيوني يجب العمل عليها لتوسيعها والاستفادة منها في صراعنا الطويل مع الاحتلال، واصفاً في نهاية حديثه الفيلم بـ "القشة التي قسمت ظهر البعير".
وتجدر الاشارة إلى أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بثت فيلماً بعنوان "سراب" عبر قناة "الميادين" الفضائية، الثلاثاء (17 ديسمبر 2019)، وتضمن تسجيلات ومشاهد حول إدارة طاقم أمني بكتائب القسام لمصدر مزدوج (عميل مزدوج). ليأتي فيلم سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الذي بث على قناة الميادين أمس الاثنين الموافق 4/8 / 2020 م، بعنوان "بيت العنكبوت" والذي تضمن تسجيلات لمجندين لسرايا القدس غررا بالعدو الصهيوني لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكيف نجاح الطاقم الأمني للمقاومة بإدارة المصدرين لفترة زمنية طويلة، والتمكن من تضليل ضباط جهاز المخابرات الصهيونية (الشاباك)، والاستخبارات العسكرية بالجيش (أمان)، وكشف نوايا ومخططات الاحتلال وإحباطها، والحصول على سلاح وامكانات استخباراتية، فكانت بمثابة صفعة مدّوية ستجعل هذا العدو يفكر الف مرة ومرة ..
ونختم هنا .. حيث يجب ان نكون سنكون .. بالحرب العسكرية هزمناكم يا بني صهيون .. بالحرب الاعلامية تخطيناكم بمصداقيتنا .. بالحرب النفسية دمرناكم ، وبالحرب الاستخباراتية جئناكم لنقلكم الدرس تلوا الدرس .. الرسالة للمحتل المرسل سرايا القدس .. التوقع يتبع والف نقطة بعدها .. انجاز امني جديد للمقاومة توثقة بصمت وتبثه بذكاء بالشكل والتوقيت المناسب ..