كنعان _ غزة
في رسالة تحد جديدة "لإسرائيل"، لكن هذه المرة من الجهة الغربية، وليست الشرقية التي تقام فيها خمسة مخيمات للعودة، قررت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إطلاق أول رحلة بحرية من مرفأ مدينة غزة إلى العالم بهدف كسر الحصار الإسرائيلي.
وأعلنت الهيئة الوطنية في مؤتمر صحافي عقدته في مرفأ مدينة غزة، عن انطلاق الرحلة البحرية لكسر الحصار، عند الساعة الـ 11 من صباح الثلاثاء المقبل، مع الذكرى الثامنة لاعتراض الكوماندوس البحري الإسرائيلي، سفن «أسطول الحرية» وتنفيذ هجوم عنيف على «سفينة مرمرة» التركية، والذي أودى بحياة 10 متضامنين أتراك وقتها، وإصابة العشرات.
وجاء الإعلان عن انطلاق الرحلة البحرية، رغم تعمد قوات الاحتلال في مرتين سابقتين آخرهما الأسبوع الماضي، قصف المراكب التي كانت تجهز للخروج في هذه الرحلة البحرية، من خلال طائرات حربية.
وقال عضو الهيئة العليا لكسر الحصار صلاح عبد العاطي، والمسؤول عن اللجنة القانونية، خلال مؤتمر صحافي عقد في مرفأ الصيادين في مدينة غزة، حيث سيخرج قارب كسر الحصار «اليوم نعلن عن انطلاق أول رحلة بحرية من غزة إلى العالم». وأضاف «هذه الرحلة تحمل أحلام شعبنا وتطلعاته في الحرية والاستقلال وتحمل أحلام إنهاء الحصار والظلم».
ولم تحدد الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الوجهة التي ستنطلق إليها سفينة كسر الحصار، والمتوقع أن تقابل بمنع قد يصل لاعتداء "إسرائيل" على ركابها، لكن في حال انطلق المركب، ستكون الرحلة الأولى التي تنطلق من غزة إلى العالم عبر البحر.
ونبّه عبد العاطي إلى أن وجهة الرحلة المنطلقة من قطاع غزة سيتم الإعلان عنها غداً الثلاثاء، مع بداية تحرك المركب، إضافة إلى الإعلان عن تفاصيل أخرى لها علاقة بالرحلة.
وكان القطاع اعتاد على استقبال سفن لكسر الحصار قدمت من موانئ قبرصية في بداية فرض الحصار، قبل أن تتخذ إسرائيل قرارا نهائيا بمنع وصولها بالقوة، والتي استخدمتها في التعامل مع الأسطول الأول الذي وصل إلى مشارف غزة في نهايات شهر أيار/ مايو من عام 2010.
وتلى ذلك أن منعت إسرائيل وصول قوارب أخرى لغزة، وكان على متنها نشطاء سلام وبرلمانيون عرب والرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وأبحرت قبل أسبوع سفن لكسر الحصار عن غزة ضمن فعاليات «أسطول الحرية» من أوروبا، أحدها تحمل اسم «عودة»، ومتوقع أن تصل غزة خلال أسابيع، بعد القيام بجولة على موانئ أوروبية.
وقال عبد العاطي في المؤتمر الصحافي «قررنا أخذ زمام المبادرة لرفع الحصار والتأكيد على حقوق أبناء شعبنا»، لافتا إلى أن غزة باتت «سجناً كبيراً معزولاً عن العالم ومحروماً من أبسط حقوقه بفعل الحصار الإسرائيلي».
ودعا المجتمع الدولي ومؤسسات ومنظمات عالمية لتوفير الحماية للرحلة البحرية، التي ستحمل مجموعة من الطلبة والخريجين والمرضى، مؤكدا أن الحصار الإسرائيلي يعتبر «خرقا واضحا وفاضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني»، وأنه أيضا يمثل «عقوبات جماعية محظورة بمجمل الاتفاقيات الدولية».
والمعروف أن إسرائيل التي تفرض حصارا على غزة، يشمل البحر أيضا، رفضت سابقا إقامة «ممر مائي» يربط غزة بالعالم، كما تقوم بموجب الحصار بمنع عدد كبير من المرضى من الخروج من معبر بيت حانون «إيرز» الخاضع لسيطرتها للعلاج في مشافي الضفة، كما تحول دون خروج الطلبة من المعبر ذاته للالتحاق بجامعاتهم.
ولا تزال فعاليات العودة تقام بشكل منتظم في خمسة مخيمات شرق قطاع غزة، رغم الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال للمشاركين السلميين، والذي أودى منذ 30 مارس/آذار بحياة 123 مواطنا، وإصابة أكثر من 13 ألفا آخرين.