كنعان - رام الله
"في السجن تشعر أن حياتك في الخارج حلم وليست حقيقية" بهذه الكلمات وصفت الأسيرة المحررة " عهد التميمي" صعوبة السجن وقسوته على نفسها.
وعبرت التميمي عن "اشتياقها لكل شيء في الخارج وأنها تعلمت كيف تحب الحياة وتشعر بقيمة الأشياء حتى أصغرها، لحرمانها من كل شيء في السجن".
جاء ذلك خلال مؤتمر الصحفي الذي عقدته عائلة التميمي عصر اليوم في قريتها النبي صالح غربي رام الله، برفقة والدتها " ناريمان التميمي"، اللتان أفرج عنهما اليوم الأحد من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام ثمانية أشهر.
وفي بداية المؤتمر تحدثت "عهد" عن صعوبة السجن وقسوته، وتعمد الاحتلال التضييق عليها وعلى باقي الأسيرات، من خلال ظروف السجن الصعبة والمعاملة القاسية والنقل بالبوسطة الذي كان بالنسبة لها رحلة عذاب كانت تستمر لأيام.
وبحسب " عهد" فإن تجربة الاعتقال والسجن علمتها الكثير، وخاصة فيما يتعلق برسالتها وقضيتها للعالم بالشكل الصحيح، كبرت في السجن وكيف أعيش في مجموعة، وتابعت:" كانت الضغوط كبيرة ولكنني استطعت تخطي كل ذلك وتطوير نفسي لأكون قوية وقادرة على مواجهة كل شيء".
ونقلت "عهد" رسائل الأسيرات بضرورة العمل على إطلاق سراحهن جميعهن، وخاصة المريضات والأمهات منهن، وقالت إن فرحتها منقوصة بخروجها وهن خلفها في السجون، وتابعت:" الأسيرات بالرغم من ظروفهن الصعبة كن بالنسبة لي عائلتي تلقيت منهن كل اهتمام ورعاية".
وتطرقت "عهد" إلى القانون الذي أقرته الكنيست الإسرائيلية مؤخرا بشأن إعلانها دولة قومية، وقالت إنه قانون عنصري "أبارتهايد" ويجب محاربته.
وحول رسالتها التي أطلقتها خلال المؤتمر قالت إنه يجب العمل على تعزيز والاستمرار في النضال الوطني، والاستمرار بمقاطعة إسرائيل وعزلها في المجتمع الدولي وملاحقتها على جرائمها التي تقوم ضد الفلسطينيين.
وفي نهاية حديثها توجهت التميمي بالشكر لوالدتها التي اعتقلت بعد إصرارها على عدم تركها، وقالت إن والدتها تعرضت لضغط كبير في السجن، وهي التي أبنائها جزء منهم في السجون، والأخر بعيد عنها. مؤكدة على أن نضالها هو جزء من نضال امرأة الفلسطينية الذي هو جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية
وخلال المؤتمر الصحافي أعلنت "عهد" مقاطعتها التامة للإعلام العبري وقالت إنها لن تجيب على أي سؤال يطرح عليها من منصاته، معلله ذلك بإنه كان جزء الحرب التي أعلنت عليها.
وعن خططها المستقبلية قالت عهد، أنها رح تكمل دراستها " القانون" لتصبح محامية وتستطيع أن تتتابع قضايا فلسطين في المحافل الدولي والمحاكم الدولية.
وفي كلمة قصيرة قالت والدتها "ناريمان التميمي" عن تجربتها في السجن، مشيرة إلى أن الموقف الذي تعرضت له بكون أبنتها في السجن، واعتقال أبنها بعد ذلك خلال وجودها في السجن لم يجعلها تخاف عليهم، فكما قالت، هم ملح هذه الأرض وقوتنا بوجودهم عليها والذوبان فيها".
وفي ردها على سؤال حول الانتهاكات التي تعرضت لها خلال التحقيق قالت "عهد" إنها تعرضت لتهديد وكلام بذيء من المحققين الرجال، وأن حرمت من حقها بإن تقوم بالتحقيق معها مجندة، حسب القانون، أو أن يتواجد أحد من عائلتها خلال جلسات التحقيق الطويلة جدا، داعية كل الأسرى إلى التمسك بحق الصمت بالتحقيق وعدم التعاطي مع المحققين.
وحول إذا ما فرض عليها شروط قبل الإفراج عنها، أجابت ب " لا" ولكن فرضت عليها فترة " وقف تنفيذ" لمنعها من المشاركة بأي عمل نضالي، كما حاول الاحتلال تعطيل خروجها من السجن وتغير مكان الأفراج عنها المعلن مسبقا.
وأصبحت الفتاة أيقونة بعد أن صفعت جندياً إسرائيلياً، واعتقلت ووالدتها وابنة عمتها، في قضية أصبحت عالمية.