كنعان _ خاص
ليس غريباً على عدو سولت له نفسه قتل البراءة بدمٍ بارد، ان يقدم مرة تلو الأخرى على قتل كل ما هو فلسطيني ليرضي غطرسته وغريزته الإجرامية، فإعدام الشهيد غازي أبو مصطفى الذي كان يقف على عكازين لم يكن المشهد الأول الذي سجلته عدسات الكاميرات، فقد سبقه عشرات بل مئات وآلاف المشاهد المؤلمة التي تدين هذه الدولة التي أسست كيانها على القتل والإجرام والسلب والتدمير..
المشاهد المؤلمة كثيرة وفظيعة وليس ببعيد مشهد قتل الشهيدين المقعدين إبراهيم ابو ثريا، وصلاح ابو صلاح، والشهيدين الطفلين محمد الجمل، وياسر ابو نجا والشهيد المسعفة رزان النجار ومن قبلهم الشهيدة الطفلة ايمان حجو والشهداء الاطفال محمد الدرة وفارس عودة و محمد أبو خضير، وغيرهم الكثير ممن أصبحت صور قتلهم شاهدة حيّة على عنجهية الاحتلال وصمت العالم بأثره على تلك الانتهاكات الخطيرة التي تدينها كل المواثيق والأعراف والشرائع السماوية والدنيوية ..
الشهيد الجريح غازي أبو مصطفى يعيل أسرة من ستة اطفال وزوجته كان يقف على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل يشارك كما غيره من أبناء شعبنا الفلسطيني في فعاليات مسيرة رفع الحصار والعودة ، ولكن القناص الإسرائيلي قرر سرقة روحه فـأطلق النار بشكل مباشر على رأسه بدم بارد، ليرتقي شهيداً وهو يشارك في مسيرة سلمية مطالبها عادلة.
وكما كل جريمة قتل يرتكبها العدو الصهيوني بحق شعبنا، تكشف عن قصص وحكايات تزيد من الوجع الفلسطيني، هكذا كانت قصة الشهيد "غازي" الذي تعمل زوجته في إسعاف الجرحى، مؤلمة أيضاً، فالزوجة التي كانت تقوم بإسعاف الجرحى، تفاجئت بوجود زوجها في عداد الجرحى، لكن روحه فارقت الحياة بعد أن ودعها بنظراته الأخيرة وكانه كان يعدها بما وعد الله عباده الشهداء ..
وتقول زوجته الصابرة والدموع تملأ عينيها :" لازلت لا أصدق أنه غادر هذه الحياة إلى حياة أخرى"، مبينةً أن أكثر شيء يؤلمها هو أطفال الستة الصغار الذين لا زالوا ينتظرون عودة والدهم من مخيمات كي يحتضنهم ويحكي لهم القصص الجميلة قبل النوم.
وأضافت " الشعور مختلف تماماً، بين أن تسعف أناس لم تلتقِ بهم من قبل وتبكي على جراحهم، بين ان يكون الجرح في روحك التي تفارق جسدك".
وتساءلت أبو مصطفى عن الجريمة التي ارتكبها زوجها كي يعدم بطلق ناري في الرأس، قائلةً :" هو كان يتحرك على عكازين لأنه مصابٌ في قدمه من قبل، ويشارك بشكل سلمي بعيداً عن السياج الفاصل، فأي خطر هذا الذي شكله على الجندي الإسرائيلي الذي يختبئ خلف تلة رملية وسياج وتحيط به دبابات واليات مدرعه ؟".
وطالبت أبو مصطفى المؤسسات الإنسانية والحقوقية واحرار العالم بالضغط على حكومة الاحتلال، لرفع الحصار وإقرار حق العودة ، وتحمل مسئولياتها تجاه قطاع غزة الذي لازال يتحكم الاحتلال به، مؤكدةً أن استشهاد زوجها لن يثنيها عن مواصلة عملها الإنساني، والمطالبة بحقها كفلسطينية برفع الحصار والإقرار بحقها في أرض اجدادها والعودة إليها.