كنعان _غزة
أجمع خبراء ومحللون على أن عملية "الوفاء للشهداء" كان ضروريةً للجم الاحتلال ووقف جرائمه المتصاعدة تجاه شعبنا الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، مؤكدين ان العملية نجحت في استعادة قواعد اللعبة مع العدو الذي تفاجئ من كثافة ودقة النيران التي أطلقت نحو المستوطنات والمواقع العسكرية "الإسرائيلية" المحاذية لغلاف قطاع غزة.
وأثنى المحللون خلال حديثهم المنفصل لـ "الإعلام الحربي" على النجاح الكبير الذي حققته المقاومة باستخدام عنصر المفاجئة والصدمة الذي كشف الفشل الاستخباراتي الكبير لدى أجهزة مخابرات العدو التي لم تستطع طائرات استطلاعهم وأقمارهم الصناعية رصد أي من منصات إطلاق الصواريخ لاستهدافها، عدا عن الفشل الكبير للقبة الحديدية التي عجزت عن اسقاط الصواريخ التي طالت المغتصبات الصهيونية وأجبرت سكان المستوطنات على التزام الملاجئ والهروب داخل فلسطين المحتلة.
تكتيك عسكري
من جهته رأى الخبير الأمني والاستراتيجي يوسف الشرقاوي ان عملية "الوفاء للشهداء" كشفت للجميع أن فصائل المقاومة بدأت تمتلك قدرة تكتيكية عسكرية حديثة تحاكي الجيوش الكبيرة في إدارة المعركة وفق دراسات دقيقة وحسابات مدروسة، وهو ما أظهرته سرايا القدس ومعها فصائل المقاومة التي استخدمت قوة كثافة نيران كبيرة باستهداف مساحة جغرافية محدودة على مدار يوم كامل دون ان تتمكن أجهزة الرصد الصهيوني التي لم تغب عن سماء غزة من اكتشافها".
ونوه إلى أن الكيان الصهيوني عاجز عن تغيير قواعد الاشتباك مع كل دول محور المقاومة، لهذا هو يبحث عن الساحة الأضعف من وجهة نظره لصناعات انتصارات وهمية على العزل والأبرياء، إشارة إلى ما حدث من استهداف غير مبرر بأسلحة القنص والقذائف المدفعية والرصاص والغاز المحرم دولياً ضد المتظاهرين الفلسطينيين السلميين على الشريط الحدودي لقطاع غزة و المطالبين بحقهم في العودة إلى بلداتهم وقراهم التي هجروا منها عنوة قبل نحو سبعين عام.
وقال الشرقاوي :" إسرائيل حاولت أن تنقلب على تفاهمات عام 2014، لكن رد المقاومة جعلها ترضخ للمعادلة"، مؤكداً أن الاحتلال أيقن أن تحدي غزة لن يسمح لهم بتغيير قواعد الاشتباك السابقة، وأن غزة ليست الحلقة الأضعف كما يظن واهناً.
وأوضح الخبير العسكري إلى أن العدو الصهيوني في كافة معاركه يعتمد على عنصر الصدمة والاستخدام المفرط للقوة لإضعاف وارباك خصومه، لكن أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها قادرة على امتصاص الصدمة ومفاجئة العدو من خلال توجيه ضربات قوية ودقيقة باستخدام أسلحة نوعية.
ونبّه إلى أن كافة التوقعات الصهيونية تتحدث أن المعارك القادمة ضد العدو الصهيوني ستحمل المزيد من المفاجئات الجديدة التي ستكون بكل تأكيد صادمة له، حسب ما يتحدث به قادة الاحتلال نفسهم عن ذلك التخوف.
ويشير الشرقاوي إلى أن الكيان الصهيوني استخدم كل ما في جعبته من أسلحة تقليدية وغير تقليدية ممكن أن يستخدمها، ولم يحقق الانتصار رغم الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، متوقعاً الهزيمة تلو الهزيمة للكيان الصهيوني في أي حرب قادمة سيقودها ضد أي من قوى محور المقاومة.
لا تختبروا صبرهم
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله ، "" العدو الصهيوني تفاجئ برد المقاومة الذي لم يكن متوقع، لأنه منذ فترة اعتاد أن يضرب دون أن يحاسبه احد, لذلك كان نبرة تهديده عالية, بأنه سيستخدم كل ما يملك من قوة لحرق غزة , ولكن بالنهاية لم يكن الأمر بهذه الدرجة, وألقت الكرة في ملعب الوسطاء لوقف جولة الصراع".
وشدد عطا الله خلال حديثه لـ "الإعلام الحربي" على أن المقاومة في غزة فرضت معادلة بعد أن وجهت صفعة قوية لنتنياهو ولليبرمان وقيادة جيشه.
واستطرد قائلاً " عطا الله " :" صبر المقاومة نفد تجاه ما يقوم به الاحتلال من جرائم تجاه شعبنا ومقاومته، لهذا استجاب للضغط الشعبي الذي تشكل خلال الأيام الأخيرة بضرورة لجم الاحتلال عن الاستمرار في اعتداءاته اليومية بحق شعبنا ومقاومته"، مبيناً ان البعض استغرب من صبر المقاومة التي كانت حريصة الحفاظ على ما حققته مسيرة العودة من انجاز على صعيد العربي والدولي تجاه شعبنا، وفضح ممارساته العدانية، عدا عن استعادة الوعي الفلسطيني نحو حق العودة، وطرح ملف الحصار بقوة لإنهائه.
ونوه إلى الالتفاف الشعبي حول خيار المقاومة منحها القوة والديمومة والقدرة على التحمل، وأفشال كافة مخططات استئصالها كخيار لتحرير فلسطين، كما انه عزز مفهوم وأهمية الوحدة الفلسطينية في مواجهة العنجهية الصهيونية.
قيادة وسيطرة
من جانبه أشار المختص بالشأن الصهيوني د. رامي أبو زبيدة خلال حديثه لـ " الاعلام الحربي " أنه خلال هذه الجولة برز مستوى التقدم في التنسيق والقيادة والسيطرة لدى المقاومة وعلى وجه التحديد سرايا القدس وكتائب القسام وألوية الناصر التي تعلمت من دروسها السابقة فأصبح لديها منظومة قيادة وسيطرة تقدر المصلحة العامة لشعبنا فتعرف متى تضرب؟، وكيف.؟.
وقال ابو زبيدة لـ"الإعلام الحربي" :" أداء سرايا القدس وفصائل المقاومة كان رائعاً في إدارة المعركة مع العدو، وهو مالم تستطع المواقع الصهيونية المختلفة اخفائه في حديثها عن الخيبة التي أصابتهم جراء ما حدث" .
ونبّه المختص بشأن الصهيوني إلى ان المعركة مع الاحتلال هي صراع إرادات، موضحاً بالقول "المقاومة تدرك اليوم كيف تدار العمليات القتالية وتمتلك الكفاءة القتالية في تصديها للعدو الصهيوني وهذا ما اوضحته هذه الجولة التي تميزت بدقة أهدافها، ونوعية السلاح المستخدم لإيصال رسالة للعدو مفادها ان المقاومة لن تقبل بفرض معادلات جديدة" .
وختم حديثه بالقول:" أثبتت المقاومة معادلة القصف بالقصف وعدم السكوت على اي استهداف للقطاع واوصلت ايضا رسالة للمجتمع الصهيوني في غلاف غزة ان عليهم ان ينظروا الى قذائف المقاومة ويفكروا ماذا يحمل لهم غدا ً او بعد غد اذا ما استمر العدوان ", مشيراً إلى الساعات القادمة ستكون حافلة بمشاهد الخيبة والخلاف داخل الكيان الصهيوني على ما حدث، واتهام القيادة الحالية بالجبن امام وحدة المقاومة وبسالتها.
وقصفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس منذ صباح أمس المستوطنات المحاذية للقطاع بعشرات القذائف الصاروخية ردًا على العدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا منذ فترة من الزمن، فيما قصفت طائرات الاحتلال مواقع تدريب للمقاومة وأراضي فارغة.
وجاء رد سرايا القدس وفصائل المقاومة ضرورياً بعد تكرار اعتداءات العدو على شعبنا الفلسطيني ومقاومته وارتقاء العشرات من الشهداء واصابة الالاف، حتى أصبح الرد مطلباً شعبياً للجم العدو والثأر منه لشعبنا.
ونجحت المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي يوم أمس في كسر قواعد الاشتباك وارساء معادلة ردع جديدة مع الاحتلال الصهيوني.
نقلاً عن الإعلام الحربي