كنعان - غزة
أكّد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ماهر عبيد، أن وفد حركته في القاهرة سيبحث - بعد أن يلتقي بقيادة المخابرات المصرية - موقف حركة "فتح" من الورقة التي قدمتها مصر مؤخرًا بشأن المصالحة الوطنية.
وفي تصريح خاص لـصحيفة "الاستقلال"، أمس الثلاثاء، قال عبيد: "نتمسّك بالورقة المصرية، وسننظر في موقف فتح منها؛ لكن لن نقبل العودة إلى مربّع التمكين التعطيلي والإقصائي"، وفق تعبيره.
ومن المتوقع أن يلتقي، اليوم الأربعاء، وفد حركة "حماس" (من الداخل والخارج) برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري، قادة المخابرات المصرية؛ "للتشاور حول التطورات الجارية في الشأن الفلسطيني"، بحسب بيان للحركة.
ومساء أمس الأول، سلّم وفد حركة "فتح" برئاسة عضو لجنتها المركزية عزّام الأحمد، بعد لقاء مطوّل مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، وعدد من مساعديه بمقر الجهاز بالقاهرة،" موقف القيادة بشأن الأفكار المصرية الخاصّة بملف المصالحة"، كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
"تلكؤ" فتح
وشكّك عبيد مما وصفه "تلكؤ" حركة فتح في قبول الورقة المصرية ووضع "اشتراطات" عليها، مشيرًا إلى أن ذلك يدل على عدم سعي الحركة لوحدة الصف الفلسطيني، من أجل مواجهة الأخطار المحدقة بالقضية، وخصوصًا ما يُسمى "صفقة القرن"، و"قانون القومية اليهودية".
ورأى أن "من يرفض صفقة القرن وقانون يهودية الكيان، ويريد مواجهة كل مخطّطات الاحتلال عليه أن يلتصق ويستند إلى شعبه ولا يزيد الفرقة والانفصال". وتابع: "تركيز قيادة السلطة وفتح على بدعة التمكين للحكومة والسلاح الواحد (في قطاع غزة) وَصفة لفشل المصالحة وخداع للشعب الفلسطيني، وإخضاعه للاحتلال".
ولفت إلى أن "منطق قيادة السلطة المتعلق بـالسلاح الواحد والسلطة الواحدة سيكون صحيحًا لو كان للفلسطينيين دولة حرّة مستقلة، تملك قرارها الوطني وتسيطر على إقليمها الجغرافي وعلى حدودها ولديها مواردها الاقتصادية الخاصة؛ لكن شعبنا لا يزال تحت الاحتلال العسكري الاستيطاني الإحلالي".
وتساءل:" هل يوجد في الضفة سلاح واحد؟"، وأكمل: "ماذا نسمي سلاح قوات الاحتلال ومستوطنيه ؟، وهل للسلطة سيطرة على هذا السلاح ؟، وهل السلاح الذي بيد أجهزة أمن السلطة يقوم بدوره في حماية الشعب ويحفظ حقوقه ؟".
وأضاف: "هم (قيادة السلطة) بالضفة المحتلة يعلنون بصراحة ووضوح أنهم لا يملكون سيادة ولا قراراً ولا سلطة على أي شيء ولا حتى على جباية الضرائب (المقاصة)".
وزاد: "فالذي يجبي الضرائب بالضفة هو الاحتلال، ولا يعطيهم منها إلّا إذا رضي عن دورهم الأمني معه، ويحجبها عنهم إذا قصّروا أو فكّروا بقرار يخالف سياسته ومصالحه".
ضياع للوقت والأرض
في السياق، أكّد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" على أن مراهنة فريق السلطة على العودة لنهج المفاوضات مع الاحتلال "ضياع للوقت والأرض"، موضحًا أن ما يسمى بـ"مشروع حل الدولتين" تم شطبه من اليمين "الإسرائيلي" المتطرّف.
وشدّد على أن "التمسك بهذا النهج السياسي الذي أثبت فشله لا يخدم القضية والشعب الفلسطيني، إنما يخدم مجموعة من المتنفذين، ارتبطت مصالحهم باستمرار الانقسام"، على حد وصفه.
وبيّن أن ما تتعرض له الضفة المحتلة عمومًا، ومدينة القدس والمسجد الأقصى خصوصًا من استمرار الاقتحامات والمحاولات اليائسة للسيطرة عليه، أو على أجزاء منه، يفرض على قوى شعبنا كافة الوحدة ورصّ الصفوف.
وقال: "إن شعبنا الفلسطيني على استعداد للتضحية ولديه من القدرات ما يدفعه لذلك؛ شرط أن تكون قيادته في المقدمة، وعلى استعداد للتضحية والنضال، أو على الأقل الاستعداد للتنازل عن بعض مكتسباتها (السياسية)".
وبيّن أن صمود المرابطين في القدس والأقصى، ومسيرات "العودة" في قطاع غزة، وتظاهرات الضفّة المطالبة برفع عقوبات السلطة عن القطاع، وغيرها، "لهو دليل على المخزون النضالي الهائل الذي يمتلكه شعبنا الصامد".